المصالحة الوطنية وبناء السالم في الجزائر: هل من دروس تستفيد منها ليبيا؟

مقدمة

تعتبر الجزائر من المجتمعات ما بعد النزاع التي شهدت مسار مصالحة مثير للجدل. تناقش ُالمؤلفة من خلال هاته الورقة البحثية هذا المسار عبر تسليط الضوء على التدابير الحكومية المتبناة من طرف النظام السياسي، العوائق، و كذا الدور التكميلي الذي اضطلعت به منظمات المجتمع المدني. بالإضافة لذلك، تعالج الباحثة أهم الأبعاد و الخصائص ذات الصلة بالتجربة الجزائرية في مجال المصالحة، و التي من الممكن أن تكون ذات أهمية بالغة للمجتمعات الأخرى التي خرجت من نزاع عنيف، بما فيها ليبيا. من أجل معالجة هذا الموضوع تم تقسيم الورقة البحثية إلى أربعة أقسام أساسية. في البداية، تعرض المؤلفة سياق النزاع وأبرز مراحل الحرب. ثم تشرح الخطوات الأولى للحوار و المُتخذة من أجل احتواء العنف و الانتهاكات الموجهة ضد المدنيين، مع شرح دقيق للعوامل التي ساعدت على بدء المسار التفاوضي. تناول القسم الثالث قانون الوئام المدني، الذي اعتُبر حدثًا رئيسيًا هامًا في عملية المصالحة الجزائرية. وفي الجزء الرابع من هذا البحث تُستعرَض الباحثة العناصر الأساسية للمصالحة الوطنية استنادا على تحليل دقيق لميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأخيرًا، توضح المؤلفة الدور الذي اضطلعت به منظمات المجتمع المدني في إنشاء و تعزيز نظام حقوق الإنسان بعد الحرب كأساس من أجل الدفع بمسار المصالحة الوطنية.