المدينة في الوسط: استقرار هش وفرص مستقبلية في سرت

مقدمة

تشهد ليبيا منذ أبريل 2019 حربها الأهلية الثالثة خلال 8 سنوات. واندلع هذا الصراع الأخير عندما أطلقت القيادة العامة للقوات الليبية العربية المسلحة عملية لانتزاع العاصمة من سيطرة مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الوطني. بينما لا تزال المعارك مستمرة في طرابلس ومحيطها دون أن يقدر أي من طرفي النزاع أن يهزم الآخر، يسود نوع من القلق أن يشعل الصراع في العاصمة العنف في مناطق أخرى من ليبيا، وخاصة في مدينة سرت الساحلية، شمال وسط ليبيا. وقد فاقمت الضربات الجوية وعمليات الحشد العسكري بمحيط سرت خلال الفترة الاخيرة من مخاوف أهالي المدينة من زعزعة الاستقرار الهش الذي تحظي به مدينتهم منذ تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر 2016. مع ذلك، ورغم أهمية سرت الاستراتيجية لطرفي الصراع، حافظت المدينة على هذا الاستقرار. تسعى هذه الورقة من خلال تحليل معمق لخصوصيات مدينة سرت والعوامل التي أسهمت في الحفاظ على استقرارها إلى فهم عما إذا كان هناك احتمال أمام صناع القرار داخل ليبيا وخارجها للاستفادة من الديناميات الإيجابية على مستوى المدينة في تعاملها مع الأزمة الليبية على المستوى الوطني